مواعظ ورقائق من الشعر العربي الفصيح

تتوبُ من الذنوبِ إِذا مرضتَ
وترجعُ للذنوبِ إِذا برِئْتَ!

إِذا ما الضرُ مسَّكَ أنت باكٍ
وأخبثُ ما يكون إِذا قويتَ!

———————

بفَرْدِ خطيئةٍ وبفَرْدِ ذَنْبٍ
مِن الجناتِ أُخرجتِ البرايا

فكيف وأنت تطمعُ في دخولٍ
إليها بالألوفِ مِن الخطايا؟!

———————

أفنيتَ عمرك والذنوبُ تزيدُ
والكاتب المحصي عليك شهيدُ

كم قلتَ لستُ بعائدٍ في سَوءَةٍ
ونذرتَ فيها ثم أنت تعودُ

حتى متى لا ترعوي عن لذةٍ
وحسابها يوم الحساب شديدُ

وكأنني بك قد أتتك مَنيةٌ
لا شك أن سبيلها مورودُ

———————


ما بالُ قلبك ليس ينقى
كأنك لا تظنّ الموت حقًا

ألا يا ابنَ الذين فنوا وبادوا
أما والله ما ذهبُوا لتبقى

———————

أمرُّ على المقابر كل حينٍ
ولا أدري بأي الأرض قبري

وأفرح بالغنى إن زاد مالي
ولا أبكي على نقصان عمري

———————

ستنقــلك المنايــا عن ديارك
وَيُـبْــدِلُكَ الــردى دارًا بـدارك

وتـترك ما عنــيـت به زمانًـــا
وتنقل من غناك إلى افتقارك

فدود القبر في عينيك يرعى
وترعى عين غيرك في ديارك

———————

نهارك يا مغرور سهوٌ وغفلةٌ
وليلُكَ نومٌ والردى لك لازمُ

وتكدحُ فيما سوف تُنكِر غِبَّه
كذلك في الدنيا تعيش البهائمُ

تُسَرُّ بما يفنى وتفرح بالمُنى
كما غُرَّ باللذات - في النوم - حالِمُ

———————

قُل للذي أحصى السنينَ مفاخِراً 
يا صاحِ ليس السّرُّ في السنواتِ 

لكنّه في المرءِ كيف يعيشُها
في يقظة أم في عميقِ سباتِ

———————

أؤمِّلُ أن أحيا وفي كل ساعةٍ
تَمُرّ بي الموتى تُهَزُّ نُعوشُها

وهل أنا إلا مثلُهمْ غير أن لي
بقايا ليالٍ في الزمان أعيشُها

———————

يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف
ثم انتهى ثم استحى ثم اعترف

أبشر بقول الله في آياته
"إِن ينتهوا يُغفَر لهم ما قد سَلَف"

———————

نهيتكِ عن هواكِ فما انتهيتِ
ولكن قد فعلتِ كما اشتهيتِ

فيا نفسي عن الشهوات كُفي
فأنت عليك يا نفسي جنيْتِ

———————

وإذا فترتُم أو ضعفتُم مرةً
فتذكروا يا إخوتي ﴿وقُلِ اعملوا﴾

جدَّوا المسيرَ فلا وقوفَ أحبتي
إلا لجناتٍ إذا قيلَ: ﴿ادخلوا﴾

———————

ألهتك لذة نومة عن خيرِ عيشٍ 
مع الخيرات في غرف الجنانِ

تعيش مخلدًا لا موت فيها
وتنعم في الجنان مع الحسانِ

تيقظ من منامك إنَّ خيرا 
من النوم التهجد بالقرآنِ

———————

غدًا توفى كل نفس ما كسبت
 ويحصد الزارعون ما زرعوا

إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم
 وإن أساؤوا فبئس ما صنعوا

غدا توفى كل نفس ما كسبت