تنبيه لصاحب الصوت الجميل
قال الإمام الآجري رحمه الله تعالى:
يَنْبَغِي لِمَنْ رَزَقَهُ الله حُسْنَ الصَّوْتِ بِالقُرآنِ أنْ يَعلَمَ أنَّ الله قَدْ خَصَّهُ بِخَيْرٍ عَظِيمٍ، فَلْيَعْرِفْ قَدْرَ ما خَصَّهُ الله بِهِ. وَلْيَقرَأ لله لا لِلمَخْلوقِينَ، وَلِيَحذَر مِنَ المَيْلِ إلى أنْ يُسْتَمَعَ مِنْهُ لِيَحْظَى بِهِ عِنْدَ السَّامِعِينَ رَغْبَةً فِي الدُّنْيَا وَالمَيْلِ إلى حُسْنِ الثَّناءِ وَالجاهِ عِنْدَ أبناءِ الدُّنْيا، وَالصَّلَاةِ بِالمُلُوكِ دُونَ الصَّلَاةِ بِعَوامِّ النَّاسِ؛ فَمَنْ مالَت نَفْسُهُ إلى ما نَهَيْتُهُ عَنْهُ خِفْتُهُ أنْ يَكُونَ حُسْنُ صَوْتِهِ فِتْنَةً عليه. وَإنَّما يَنْفَعُهُ حُسْنُ صَوْتِهِ إذا خَشِيَ الله عَزَّ وَجَلَّ فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ وَكانَ مُرادُهُ أنْ يُسْتَمَعَ مِنْهُ القُرآنُ، لِيَنْتَبِهَ أهلُ الغَفْلَةِ عَنْ غَفْلَتِهِم، فَيَرغَبُوا فِيما رَغَّبَهُمُ الله عَزَّ وَجَلَّ وَيَنْتَهُوا عَمَّا نَهاهُم؛ فَمَنْ كانَتْ هَذِهِ صِفَتَهُ انتَفَعَ بِحُسْنِ صَوْتِهِ وَانْتَفَعَ بِهِ النَّاس.
(أخلاق حملة القرآن للآجري ص161 - ط. دار الكتب العلمية)
تعليقات
إرسال تعليق