حق الجار والوصية به

 

قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله تعالى: 
 الجار له حق عظيم، فالواجب على الجيران فيما بينهم إكرام بعضهم بعضًا وعدم الإيذاء، كل واحد يحرص على إكرام جاره وعدم إيذائه، وأن يتحرى الإحسان إليه. هذا هو الواجب على الجميع، كما قال الله جل وعلا: ﴿وَاعبُدُوا اللهَ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالوالِدَيْنِ إحسانًا وَبِذِي القُرْبَىٰ وَاليَتامَىٰ وَالمَساكِينِ وَالجارِ ذِي القُرْبَىٰ وَالجارِ الجُنُبِ﴾. يعني أوصى بالإحسان إلى الجار ذي القربى والجار الجنب، الجار القريب والجار البعيد؛ الجُنُب: الجار البعيد. 
فالجار القريب إذا كان مسلمًا له ثلاثة حقوق: حق الإسلام، وحق الجوار، وحق القرابة. وإذا كان مسلمًا وليس بقريب له حقان: حق الجوار، وحق الإسلام. وإذا كان كافرًا وهو قريب له حقان: حق الجوار، وحق القرابة. وإن كان كافرًا وليس بقريب له حق واحد: حق الجوار. 
فالجار له شأن، فالواجب إكرامه والإحسان إليه وكف الأذى عنه. ولهذا في الحديث الصحيح، حديث عائشة وابن عمر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه))، من كثرة الوصية بالجار عن الله عز وجل، لأن بالإحسان إليه تصفو القلوب ويحصل التعاون على البر والتقوى بين الجيران، ويتعاونون على الخير؛ وإذا حصلت القطيعة والأذى تباعدت القلوب وحصلت الوحشة والشرور.
(الشرح الأول للشيخ ابن باز على رياض الصالحين / باب حق الجار والوصية به)

https://binbaz.org.sa

تعليقات

تابعونا على