سجود الشكر


 

عن أبي بكرة رضي الله تعالى عنه

أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أتاه أَمْرٌ يَسُرُّهُ، أو يُسَرُ بِهِ، خَرَّ ساجِدًا شُكرًا للهِ تَبارَكَ وتعالى

(رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، واللفظ لابن ماجه، وحسنه الألباني)

 

 
قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى:
سجود الشكر هو السجود من أجل نعمة عامة ساقها الله للمسلمين، أو نعمة خاصة ساقها الله للشخص، كوجود ولد له وكسلامته من حادث ونحو ذلك. ولما بلغ الصديق - رضي الله عنه -مقتل مسيلمة الكذاب خر ساجدًا لله - سبحانه وتعالى - شكرًا لله على نعمته بقتل الخبيث - عدو الله - مسيلمة الكذاب. فإذا بُشِّر الإنسانُ بشيء يَسُرُّهُ وسجد لله شُكرًا هذا يقال له: سجود الشكر، ويقال فيه ما يقال في سجود الصلاة: سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي.
 (فتاوى نور على الدرب لابن باز 463/10 - عناية الشويعر)
 
 
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
النعم نوعان: مستمرة ومتجددة، فالمستمرة شكرُها بالعبادات والطاعات، والمتجددة شُرِع لها سجود الشكر؛ شكرًا لله عليها، وخضوعًا له وذلًّا، في مقابلة فرحة النعم وانبساط النفس لها، وذلك من أكبر أدوائها فإن الله لا يحبُّ الفَرِحين ولا الأَشِرين. فكان دواء هذا الداء الخضوع والذلّ والانكسار لرب العالمين، وكان في سجود الشكر من تحصيل هذا المقصود ما ليس في غيره.
(اعلام الموقعين لابن القيم 404/3 - ط. عطاءات العلم)



سجود الشكر والفرح عند موت ظالم أو طاغية

سجد أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - شكرًا لله على مقتل مسليمة الكذاب
وسجد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لهلاك أحد رؤوس الخوارج
وثبت عن بعض السلف الفرح وسجود الشكر لموت بعض أهل البدع
 
ذكر الحافظ ابن كثير موت أحد أهل الضلال فقال:
كان رافِضِيًّا خَبِيثًا مُتَعَصِّبًا لِلرَّوافِضِ، وكانُوا فِي خِفارَتِهِ وَجاهِهِ حَتَّى أراحَ اللهُ المُسْلِمِينَ مِنْهُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي ذِي الحِجَّةِ مِنها، وَدُفِنَ بِدارِهِ ثُمَّ نُقِلَ إلى مَقابِرِ قُرَيْشٍ، فللهِ الحَمْدُ. وَحِينَ ماتَ فَرِحَ أهلُ السُّنَّةِ بِمَوْتِهِ، وَغَضِبَ الشِّيعَةُ مِنْ ذَلِكَ، وكانَ بِسَبَبِ ذَلِكَ فِتْنَة.
(البداية والنهاية لابن كثير 469/16 - تحقيق التركي)
 

تعليقات

تابعونا على