حكم القيام للمعلم
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قال: وكانوا إذا رأوه لم يقوموا، لما يعلمون من كراهيته لذلك.
رواه الترمذي وأحمد، وصححه الألباني
سئل الشيخ ابن باز عن حكم قيام الطلاب للمدرس فقال:
قيامهم له إذا دخل وقوفًا هذا لا ينبغي، بل إذا دخل يجلسون ويردون السلام وهم جالسون؛ هذا هو السنة، ولا ينبغي أن يأمرهم بالقيام من أجل تعظيمه. كان الصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم - لا يقومون للنبي ﷺ إذا دخل عليهم، وهو أعظم الناس وأفضل الناس، لما يعلمون من كراهته لذلك عليه الصلاة والسلام...
القيام الذي معناه المواجهة والمقابلة للمصافحة هذا لا بأس به. إذا دخل الأستاذ، فقام له واحد ليسأله عن شيء، ليصافحه، ليقدم في مكان، أو ليجلسه في مكانه، أو في مجلس من المجالس قام ليصافحه ويسأله عن حاله؛ لا بأس. مثلما قام طلحة بن عبيدالله التيمي أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، لما دخل كعب بن مالك، لما تاب الله عليه وجاء إلى الناس، والنبي في المسجد وعنده الحلقة، ولما رأى كعبًا أقبل؛ قام من الحلقة وقابله وصافحه وهنأه بتوبة الله عليه، ولم ينكر النبي ﷺ عليه، ولم يقل له شيئًا؛ فدل على جوازه في هذا. ولما جاء سعد بن معاذ الأنصاري - رضي الله عنه - ليحكم في بني قريظة على دابة له، على حمار، لما أقبل قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((قوموا إلى سيدكم)) فقاموا إليه وسلموا عليه وأنزلوه من دابته. وكانت فاطمة - رضي الله عنها - إذا دخل والدها النبي - عليه الصلاة والسلام - قامت إليه وأخذت بيده وأجلسته في مكانها، وكان إذا دخلت عليه هو قام إليها وأخذ بيدها، عليه الصلاة والسلام.
هذا إذا كان القيام للمقابلة والمواجهة والمصافحة أو القيام ليمشي معه حتى يخرج من المحل، هذا لا حرج فيه، فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - وفعله الصحابة. المنكر كونهم يقومون ثم يجلسون، ما في مصافحة ولا شيء، إنما يقومون تعظيمًا للداخل ثم يجلسون، هذا الذي أقل أحواله الكراهة أو التحريم. وكونه يحب ذلك في الداخل ويسر لهذا ويحبه، هذا لا يجوز، وقد توعد بالنار على هذا الشيء. وهم لا ينبغي لهم أن يقوموا، يكره لهم القيام، وهو لا يجوز له أن يحب ذلك، ولا يجوز له أن يأمرهم بهذا الشيء، والواجب عليه أن ينهاهم عن هذا الشيء حتى يجلسوا وحتى يعتادوا على هذا الشيء، وهو الجلوس في أماكنهم حتى يأخذ مكانه ويبدأ بالدرس، سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا.

تعليقات
إرسال تعليق