اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاثة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له))
حديث صحيح رواه مسلم

إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة
 
((صدقة جارية)): يعني بعد الموت تبقى له هذه الصدقة، يحبس أرضًا تؤجر وتصرف أجرتها في الفقراء والمساكين، في الجهاد، في تعمير المساجد، في مواساة الأقارب، إلى غير هذا. وهذا معنى صدقة جارية، يعني الأصل موجود وثماره تمشي، سواء الثمرة دراهم أو حبوب أو ثمار أو غير هذا مما يدره العقار المسبل.
((أو علم ينتفع به)): هذا فيه فضل العلم وأن الإنسان إذا مات وخلف كتبًا أو تلاميذًا قد انتفعوا به، بقي له الأجر مستمرًا في التلاميذ وتلاميذ التلاميذ الذين تعلموا، والكتب التي ألفها وفي المحاضرات والندوات التي أقامها وانتفع بها الناس يبقى له أجر. 

((أو ولد صالح يدعو له)): كذلك يلحقه دعاء أولاده، كما قال تعالى: ((والَّذِينَ جاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا اغْفِرْ لنا وَلِإِخْوانِنا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالإيمانِ ولا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [سورة الحشر:10]. فالدعاء ينفع من الأولاد وغيرهم، لكن الولد الصالح له مزية وخصوصية إذا دعا لوالده بإحسانه إليه. وذكر الصالح لأنه أقرب إلى الإجابة، فالولد الصالح أقرب إلى الإجابة من الولد الفاجر.. نسأل الله السلامة!

 (من شرح بلوغ المرام - كتاب البيوع للشيخ ابن باز رحمه الله)
https://binbaz.org.sa