من كمال احسان الرب عز وجل

قال ابن القيم رحمه الله:
 
من كمالِ إحسانِ الربِّ تعالى أن يُذيقَ عبده مرارةَ الكسرِ قبل حلاوةِ الجبرِ !
كما أنه سبحانه وتعالى لمّا أراد أن يُكمّل لآدم نعيمَ الجنة، أذاقه مرارةَ خروجه منها ومُقاساةِ هذه الدارِ الممزوجِ رخاؤها بشدّتها !
فما كسرَ عبده المُؤمن إلا ليجبُرَه، ولا منعه إلا ليُعطيه، ولا ابتلاه إلا ليُعافيه، ولا أماته إلا ليُحييه، ولا نغّصَ عليه الدنيا إلا ليُرغِّبَه في الآخرة، ولا ابتلاه بجفاءِ الناسِ إلا ليرُده إليه.
 
(مختصر الصواعق المرسلة ص744)