من موانع إجابة الدعاء

عن أبي هُرَيْرَةَ عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: 
((لا يَزالُ يُسْتَجابُ لِلْعَبْدِ ما لَمْ يَدْعُ بِإثْمٍ أوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، ما لَمْ يَسْتَعْجِلْ))
قِيلَ: يا رَسُولَ اللهِ، ما الاستِعجالُ؟
قال: ((يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعاءَ))
حديث صحيح - رواه الإمام مسلم في صحيحه



🔴 شـــرح الحـــديث 🔴
 
إن هذا الحديث في باب آداب الدعاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يستجاب لأحدكم ما لم يعجل)) يعني أن الإنسان حري أن يستجيب الله دعاءه إلا إذا عجل. ومعنى العجلة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقول دعوت ودعوت فلم أر من يستجيب لي، فحينئذ يستحسر ويدع الدعاء وهذا من جـهل الإنسان، لأن الله سبحانه وتعالى لا يمنعك ما دعوته به إلا لحكمة أو لوجود مانع يمنع من إجابة الدعاء. ولكن إذا دعوت الله فادع الله تعالى وأنت مُغَلِبٌ للرَّجاء على اليأس حتى يحقق الله لك ما تريد، ثم إن أعطاك الله ما سألت فهذا المطلوب، وإن لم يعطك ما سألت فإنه يدفع عنك من البلاء أكثر وأنت لا تدري، أو يدخر ذلك لك عنده يوم القيامة. فلا تيأس ولا تستحسر، ادع ما دام الدعاء عبادة.. فلماذا لا تكثر منه؟ .. بل أكثر منه استجاب الله لك أو لم يستجب، ولا تستحسر ولا تسيء الظن بالله عز وجل، فإن الله تعالى حكيم، يقول الله تعالى: «وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم».. والله الموفق.

و الله أعلـــــم

العلامة ابن عثيمين رحمه الله 🎙️
المصدر: شرح كتاب رياض الصالحين 📚
 
 

تعليقات

تابعونا على