احذروا اهل البدع وكتبهم

 
قال مسلم بن يسار رحمه الله:
لا تُمَكّن صاحبَ بدعة من سَمْعِك، فيصب فيه ما لا تقدر أن تخرجه من قلبك.
[الإبانة لابن بطة 148/1]


قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي:
"عليكم بطلب العلم والإخلاص فيه لله، واحترم علماء السُّنة، والاستفادة من علومهم، وإدارة الظهور عن كتب أهل البدع، و منها الكتب الفكرية المشحونة بالبدع والضلالات والأفكار المنحرفة، بارك الله فيكم. 
وكثيرٌ من الناس يخدع الشباب ويقول: "إقرأ (إقرأ) خذ الحق واترك الباطل"، و يكون الشباب مساكين ما عندهم شيء، ما عندهم تمييز بين الحق والباطل، فيقع في الباطل ويظنُّه حقًا، ويُحارب الحقَّ ويظنُّه باطلاً، وهذا حصل لكثيرٍ من الناس، من هذه المَصْيَدة، فالسبب ما كانوا يقرأون لأهل البدع.
وأُلِّفتْ كتب في التحذير من كتب أهل البدع، ومنها كتاب المُوفَّقِّ ابن قدامة: "تحريم النظر في كتب أهل البدع"، ولهم تحذيراتٌ: أحمد بن حنبل والذهبي وابن تيمية وابن القيم كلُّهم حذَّروا من كتب أهل البدع تحذيراً شديدا (حـذَّروا منها) وبعضُهم يرى إحراقها، ومنهم ابن القيم ومنهم أحمد بن حنبل، وإتلافها لأنَّ فيها دمار للأمة، فيها إفساد.
فلما انتشرت كتب البدع في أوساط المسلمين ساء كثير من المسلمين ووقعوا في حبائل البدع، صار هذا معتزلي وهذا جهمي وهذا أشعري وهذا صوفي وهذا... وما بقي إلاّ قلَّة ممن يسلك مسلك السلف الصالح، في هذا الخضم الهائل من أهل البدع و العياذ بالله. ما السبب؟ السبب مثل هذه النظرية [أقرأ وآخذ الحق وأردُّ الباطل]، فيأتي يأخذ الباطل ويرد الحق.
فابن عقيل جبل من جبال العلم والذكاء، بدأ يأخذ عن أهل البدع، عن المعتزلة (بعض شيوخ المعتزلة)، حذَّروه!! تجاهل هذه التحذيرات، وركب رأسه وأخذ يأخذ عنهم فوقع في حلقة البدع والضلالات، ونشر هذا في كُتُبه، فجاءه تهديد من بعض الحنابلة بقتله، ثم -طبعاً- نصحه بعض الناس وهددوه فتاب و أناب و كتب توبته. والشاهد إنه عنده علم غزير وعقل كبير ومع ذلك وقع في حبائل أهل البدع، لأنَّ العــالم قد يُخــدع بأهل البدع فيقع في الضلال، يقع في الضلال - بارك الله فيكم – وكثير منهم - ولا أريد أن أُسمي - انخدع في أهل البدع و ما يُظهرونه من الصلاح والزهد فوقع في هوَّة البدع و الضلال.
وقد كان السلف من أمثال ابن سيرين - إمام من أئمة السُّنة - وأيوب السختياني من يعرض عليه من أهل البدع أن يقرأوا عليه آية من القرآن يقول: "ولا نصف آية"، ليه؟ لأنه يفهم أن هذا يريد أن يُلبِّس عليه، ويتلو آية عليه ليستخرج منها شبهه، فيقول: لا أسمع، لماذا تفعل هذا؟ فيقول : "إنَّ قلبي ليس بيدي"، وأخاف على نفسي الفتنة.
إذا كان أئمة - يا أخي - خافوا على أنفسهم الفتنة، أنت كيف تأمن؟ الصحابة إذا كان يخافون على أنفسهم، يخافون على أنفسهم من النفاق، أنت كيف تأمن على نفسك النفاق؟ كيف تأمن إذا نصحوك من الوقوع في البدع وتتعاطى الأسباب الموقعة في البدع، ثم تنتظر السلامة؟
الكتاب مثل الجليس: ((مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ؛ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)) وإما أن لا تسلم من شرِّه أو شِرَره، فــلابد – بارك الله فيك – من ضرر يلحق من يقرأ في كتب أهل البدع، وهو جليس اعتبروه، قال الشاعر: وخير مكان في الدنى سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب... 

وأنا أقول قد يكون شر جليس في الزمان كتاب، قد يكون كنافخ الكير، - هذا الكتاب - بل أشد، وكذلك الجليس السوء من الناس مثل نافخ الكير لابد أن تتضرر من مجالسته. ومَن أشر مِن أهل البدع؟ الرسول كان يقول: ((أما بعد فإنَّ خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشرَّ الأمور محدثاتها))، فهذا الوعاء المبتدع وعاء الشر وعاء البدع احذر منه، يُحرقك ولو لان ملمسُه، ولو خدعك بالزهد والورع، فلا تأمنه، فإنَّه يسقيك في المرة الأولى والثانية والثالثة عسلاً، ثم بعد ذلك يُجرِّعك السموم جرعةً جرعة، عــندهم مكر وعندهم دهاء وعندهم حيل وعندهم شبه يقذفونها، الضعيف المسكين لا يستطيع الخلاص منها بل يقع ضحية لها. نعم."
 

المقطع الصوتي:
http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=27221&d=1365081301




قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:
"ومن هجر أهل البدع ترك النظر في كتبهم خوفاً من الفتنة بها، أو ترويجها بين الناس، فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب لقوله صلى الله عليه وسلم في الدجال "من سمع به فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات" (رواه أبو داود، قال الألباني: وإسناده صحيح)
لكن إن كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للرد عليها فلا بأس بذلك لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما يتحصن به وكان قادراً على الرد عليهم، بل ربما كان واجباً، لأن رد البدعة واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"
[شرح لمعة الاعتقاد صفحة 100]


وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

"والذي يعلم من كلام الشيخ - رحمه الله ووفقه الله - أنه لا يؤخذ عن صاحب البدعة شيء، حتى فيما لا يتعلق ببدعته، فمثلاً: إذا وجدنا رجلاً مبتدعاً لكنه جيد في علم العربية: كالبلاغة والنحو والصرف، فهل نجلس إليه ونأخذ منه هذا العلم الذي هو موجود عنده أم نهجره؟ الظاهر من كلام الشيخ أننا لا نجلس إليه، لأن ذلك يوجب مفسدتين:
الأولى: اغتراره بنفسه، فيحسب أنه على حق.
المفسدة الثانية: اغترار الناس به، حيث يتوارد عليه طلاب العلم ويتلقون منه، والعامي لا يفرق بين علم النحو وعلم العقيدة، لهذا نرى أن الإنسان لا يجلس إلى أهل الأهواء والبدع مطلقاً، حتى إن كان لا يجد علم العربية والبلاغة والصرف مثلاً إلا عندهم، فسيجعل الله له خيراً منها، لأننا لو نأتي إلى هؤلاء ونتردد إليهم لا شك أنه يوجب غرورهم واغترار الناس بهم"

[شرح حلية طالب العلم ص93-94]


بيان فساد قول من يقول: آخذ الحق وأترك الباطل
http://www.al-amen.com/vb/showthread.php?t=14613


نصيحة الشيخ ربيع المدخلي لمن يذهب إلى أهل الأهواء لكي يتأكد مما يقولون ويجادلهم
http://www.rabee.net/ar/save.php?typ=2&newsid=277

فتاوى الكبار في ضابط التعامل مع أهل البدع 

http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=45676