تشاغل قوم بدنياهم *** وقوم تخلوا لمولاهم


تشاغل قوم بدنياهم *** وقوم تخلَّوا لمولاهم
فألزمهم باب مرضاته *** وعن سائر الخلق أغناهم
فما يعرفون سوى حبه *** وطاعته طول محياهم
يصفون بالليل أقدامهم *** وعين المهيمن ترعاهم
فطوراً يُناجونه سُجدا *** ويبكون طوراً خطاياهم
إذا فكروا في الذي أسلفوا *** أذاب القلوب وأبكاهم
وإنْ يسكن الخوف لاذوا به *** وباحوا إليه بشكواهم
وأضحوا صياماً على جهدهم *** تبارك من هو قَوَّاهم
هم القوم أعطوا مليك الملوك *** صِدقَ القلوب فَوَالاهُم
هم المجتبون بنياتهم *** أرادوا رضاه فأعطاهم
وأسكنهم في فراديسه *** وأعلى المنازل بَوَّاهُم
فنالوا المراد وفازوا به *** فطوبى لهم ثم طوباهم

(أبو الوفاء القزويني)