رد الشيخ ابن عثيمين على من يقسم البدعة إلى حسنة وغير حسنة


مقطع للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:
 

"وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم مُعْلِنًا في خطبته: ((كُلُ بِدْعَةٍ ضَلَالَة))، وأظننا جميعًا متفقون على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفصحُ الخلق، ومتفقون على أن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بما يقول، ومتفقون على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصحُ الخلقِ للخلق. لقد اجتمع في كلامه صلوات الله وسلامه عليه كمال العلم وكمال النصح وكمال البيان والبلاغة، أفبعد هذا يمكن أن يأتي رجل فيقول: إن البدعة تنقسم إلى كذا وكذا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كُلُ بِدْعَةٍ ضَلَالَة))، والله لو قال هذه الكلمة رجل ممن يعظمونه لكانوا يحملونها مكتوبة بالنور على رؤوسهم، يقول فلانٌ: كل بدعة ضلالة، فكيف وقد قالها أشرف الخلق، أعلم الخلق، أنصح الخلق، أفصح الخلق؟! هم أنفسهم يريدون بهذه البدعة التي ابتدعوها يريدون بها أن يحشروا تحت لواءه صلى الله عليه وسلم، إذا كانوا صادقين في ذلك، فليلتزموا الأدب معه، لا يتقدموا بين يديه بشرع ما لم يشرعه. إن أي بدعة يحدثها الإنسان يتقرب بها إلى الله معناها الطعن في بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أليس النبي عليه الصلاة والسلام ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، أليس الله قد أنزل عليه {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [سورة المائدة: 3]
هل ترك هذه الشريعة أو هذه الشرعة الذي ابتدعتها ولم يبينها جهلا منه بها أو كتمانًا منه لما علمه الله؟ إن قلت بالأول فقد رميت النبي صلى الله عليه وسلم بالجهل، وإن قلت بالثاني فقد رميته بالجهالة -بالخيانة- ، وكل ذلك لا أعتقد أنك تقول به ولا تسلمه إطلاقًا. إذًا يا أخي، يكفيك عن هذا ما تبينت شريعته من عقيدة من قول من فعل واسلم بذلك وسلم نفسك وأرحها.. الشرع ولله الحمد كامل لا يحتاج لتكميل" 


 رابط المقطع الصوتي:
http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=52062&d=1457738943