اذا ورد النهي فاجتنبه ولا تسأل هل هو للتحريم أو للكراهة

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: 
 
إذا ورد النهي فاجتنبه، ولا تسأل: هل هو للتحريم أو للكراهة؟
إذا ورد الأمر فاتبعه، ولا تسأل: هل هو للوجوب أو للاستحباب؟
فالصحابة - رضي الله عنهم - إذا أمرهم الرسول بشيء لا يقولون: يا رسول الله أقصدت الوجوب أو الاستحباب؟ يفعلون على طول (فورًا).
والحقيقة أن الإنسان يُتّهم إذا سمع أمر الله ورسوله ثم قال: هل هو للوجوب أو للاستحباب؟! يا أخي أنت مأمور أن تفعل.
إذا سمع النهي يقول: هل هو للكراهة أو للتحريم؟! أنت مأمور أن تترك.
نعم إذا تورط الإنسان ولم يفعل المأمور ولم يترك المنهي عنه، إذا تورط حينئذ نبحث: هل هو للوجوب أو للاستحباب؟ أما من قبل فنصيحتي لكل مؤمن إذا سمع أمر الله ورسوله أن يقول: سمعنا وأطعنا ويفعل، وإذا سمع النهي أن يقول: سمعنا وأطعنا ويترك، ولا يخاطر بنفسه. وأشد الناس انقيادًا لأمر الله ورسوله هم أقوى الناس إيمانًا.

إِنَّمَا كان قوْلَ المُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحكُمَ بَيْنهُمْ أنْ يقولوا سَمِعْنا وأطعْنا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفلِحُون [النور:51]
اطلب هذا.. اطلب الفلاح.
ثم إنك إذا فعلت المأمور- سواء واجب أو غير واجب - طاعة لله ولرسوله، ازداد قلبك إشراقاً وإيمانك قوة، وصرت مع شرائع الله أمرًا ونهيًا.
لكن إذا صرت تتعنت هل هو واجب أو غير واجب! فهذا أمر لا ينبغي.

نسأل الله أن يعيننا وإياكم على الطاعة.


من لقاء الباب المفتوح [160]



نصيحة غالية من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله