من أسباب عذاب القبر

مَرَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِحائِطٍ مِنْ حِيطانِ المَدِينَةِ - أو مَكَّةَ - فَسَمِعَ صَوْتَ إنْسانَيْنِ يُعَذَّبانِ فِي قُبُورِهِما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يُعَذَّبانِ، وَما يُعَذَّبانِ فِي كَبِير))، ثُمَّ قال: ((بَلى، كانَ أحَدُهُما لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وكانَ الآخَرُ يَمشِي بالنَّمِيمَةِ))
رواه البخاري في صحيحه 216
 
 
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى: 
وقد ذكر بعضهم السر في تخصيص البول والغيبة والنميمة بعذاب القبر، وهو أن القبر أول منازل الآخرة وفيه أنموذج ما يقع في يوم القيامة من العقاب والثواب. والمعاصي التي يعاقَب عليها العبد يوم القيامة نوعان: حق الله وحق العباد، وأول ما يُقضى فيه يوم القيامة من حقوق الله: الصلاة، ومن حقوق العباد: الدماء. وأما البرزخ فقضى فيه في مقدمات هذين الحقين ووسائلهما، فمقدمة الصلاة: الطهارة من الحدث والخبث، ومقدمة الدماء: النميمة والوقيعة في الأعراض، وهما أيسر أنواع الأذى؛ فيبدأ في البرزخ بالمحاسبة والعقاب عليهما. 
(أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور ص67 / ط. مكتبة المؤيد)

تعليقات

تابعونا على