إن لم يتيسر طلب العلم بالتلقي فلا بأس بأخذه عن الأشرطة بشرط

الشيخ سليمان الرحيلي


ما رأيك فضيلتكم فيمن يكتفي في طلب العلم بالأشرطة والكتب النافعة، علمًا أنه لا يوجد في بلادنا علماء ولا طلبة علم؟ هل هذه طريقة يُحصِّل بها طالب العلمِ العلمَ، أم عليه الجلوس إلى المشايخ؟


الجواب للشيخ سليمان الرحيلي:
الأصل في العلم - يا إخوة - أن يُؤخَذ بالتَّلقِّي؛ لأن العلم ليس مادة علمية فقط، بل العلم سَمْت وأدب وأخلاق ومعاملة. فطالب العلم إذا حضر مع المشايخ أهل البصيرة يستفيد منهم السَّمت، يستفيد منهم الأخلاق، ويستفيد منهم العلم، ويؤثِّر هذا في نفسه العمل؛ لأنّ المعتاد أن الغالب أنّ طالب العلم يتأثر بشيخه في العمل، وهذا ينفعه إن اختار مَن كان من أهل السنة وعلى الخير.
وأمّا الأشرطة فهي مُعِينة ونافعة إذا انتُقِيتْ، وكذلك الكتب. فإذا لم يتيسَّر للإنسان عالم أو طالب علم فلا بأس أن يدرس على الأشرطة، لكن بشرط: أن يجعل طلبه للعلم إذ ذاك كطلبه العلم في الحلقة؛ يُحْضر كتابه ويُقيِّد وينتبه، وإذا أشكل عليه شيء لا يتصدَّر له؛ بل يسأل عنه أهل العلم ولو بعد حين، يُسجِّل.
من الخطأ الكبير أنّ طالب العلم إذا واجهه إشكال حلّه بنفسه، لأنه يقع في خطأ قد يَبني عليه مسائل كثيرة.
فالشاهد: أنّ الاستعانة بالأشرطة والكتب أمرٌ طيِّب، لكن لا يُعتمَد عليه على كلِّ حال.
(انتهى)

المقطع مأخوذ من شرح كتاب الفتن وأشراط الساعة من صحيح مسلم 25 | لفضيلة الشيخ سليمان الرحيلي