الاكثار من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم وليلة الجمعة



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أكثروا الصلاة عليَّ يوم الجمعة وليلة الجمعة، فمن صلى عليَّ صلاة، صلى الله عليه عشرًا.
(حسنه الألباني في الصحيحة 1407)



🔘 كلمة في فضل الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة
قال الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله:

• - يا معشر أمة محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، إنّ من الفضائل التي جعلها الله -عزَّ وجلَّ- لكم في هذا اليوم الفاضل، في يوم الجمعة: أن تكثروا من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال :

۞ «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضةٌ عليَّ، قالوا: وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ فقال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء».

• - أمة محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- جعل الله لها أيامًا فاضلة كثيرة، ومن أفضلها يوم الجمعة، الذي هو خير يومٍ طلعت عليه الشمس من أيام الأسبوع، ففضله على أيام الأسبوع فضلٌ عظيم،

• - ولفضله جعله الله -عزَّ وجلَّ- زمانًا لوقوع أحداثٍ عظام منها: أن أبانا آدم -عليه السلام- قد خُلِقَ في يوم الجمعة، وقُبض في يوم الجمعة، وأنّ يوم الجمعة فيه الصعقة، وفيه النفخة، فلا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة،

• - ورتّب النبي -صلى الله عليه وسلم- على فضيلته هذا الأمر العظيم: «فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه»، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ليوم الجمعة مزيةً في الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- وهي: الإكثار من الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- في يوم الجمعة.

• - ثم رَتَّب على ذلك فضلًا فقال -صلى الله عليه وسلم-: «فإنّ صلاتكم معروضةٌ عليَّ»،

• - والمعلوم أيها الفضلاء: أنّ صلاة المؤمن على النبي -صلى الله عليه وسلم- تبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- في أي زمانٍ ومن أي مكان، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «وصلوا عليَّ فإنّ صلاتكم تبلغني حيث كنتم».

• - ولذلك قال العلماء: إنّ الصلاة في يوم الجمعة لها مزيةٌ على بقية الأيام، فالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في بقية الأيام تُبلّغ له -صلى الله عليه وسلم- عن طريق الملائكة السياحين في الأرض، الذين يبلغونه سلام أمته، وصلاة أمته عليه،

• - أما في يوم الجمعة: فإنّ صلاة المؤمن على النبي -صلى الله عليه وسلم- تعرض عليه عرضًا،

• - والمعلوم أن العرض أبلغ وأشرف من التبليغ، ففي هذا مزية فضل للصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم الجمعة.

• - «قالوا: وكيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟»؛ يعني قد بَليت؛ لأن المعلوم عندهم أنّ الأرض تأكل جسد الميت، «فقال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء»،

• - فمن حق نبينا -صلى الله عليه وسلم- أن نصلي عليه، ويعظم هذا الحق في يوم الجمعة.

• - وإني لأعجب كيف يمل المؤمن المحب للنبي -صلى الله عليه وسلم- من كثرة الصلاة والسلام عليه -صلى الله عليه وسلم- وهو يعلم أنه بذلك قائمٌ بحق النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومسلمٌ من البخل، وأنه كلما صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاةً واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحطَّ عنه عشر خطيئات، ورفعه عشر درجات،

• - فلو فرضنا أنه في مجلسٍ واحد صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر مرات، فإنه يخرج من هذا المجلس بمائة صلاةٍ من الله -عزَّ وجلَّ- عليه، وبمائة درجة يرفعها فضلًا من الله -عزَّ وجل-، وبمائة خطيئةٍ تُحَطُّ عنه، وكلما صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- صلت عليه الملائكة ما دام يصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم-.

• - فلو جلس ساعةً يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنّ الملائكة –ولم يُقيد هذا بعدد، لا بواحدٍ ولا بعشرة وإنما صلت عليه الملائكة- إن الملائكة تصلي عليه ما دام يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولو صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- ساعتين، فإن الملائكة تكون قد صلت عليه ساعتين، وإن صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- في يومه ثلاث ساعات، فإنّ الملائكة تكون قد صلت عليه في يومه ثلاث ساعات ؛

• - ولذا أعجب للرجل من أهل السنة والجماعة، يحب النبي -صلى الله عليه وسلم- الحب الشرعي، ويحب سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا تراه متعلقًا بكثرة الصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- التعلق الشرعي كما شرع الله -عزَّ وجلَّ- ذلك.

◄ فوصيتي لنفسي ولإخواني: أن نكرم أنفسنا بكثرة الصلاة والسلام على حبيبنا -صلى الله عليه وسلم-، ولاسيما في يوم الجمعة، فإنّ لنا في ذلك منازل رفيعة، ودرجاتٍ عظيمة.

• - أسأل الله -عزَّ وجل- أن يجعلنا ممن يكثرون الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا، وأن يجعلنا من مجاوريه -صلى الله عليه وسلم- في الفردوس الأعلى.
......
📝 المصــ ⇓ ⇓ ⇓ ــدر :
[] الدرس  (٦٨) من شرح كتاب التوحيد []