تنبيه حول محاولة تشويه سمعة الخليفة هارون الرشيد رحمه الله

هارون الرشيد

هارون الرشيد

هو الخليفة أبو جعفر هارون ابن المهدي محمد بن المنصور أبي جعفر عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس الهاشمي العباسي.

كان مولده بِالرَّيِّ سنة 148هـ، ومات غازيًا بخراسان في ثالث جمادى الآخرة 193هـ (عاش خمسًا وأربعين سنة)

كان من أنبل الخلفاء وأحشم الملوك، ذا حج وجهاد وغزو وشجاعة ورأي ؛ أغزاه أبوه بلاد الروم وهو حدث في خلافته.

وكان أبيض طويلاً جميلاً وسيمًا، إلى السِّمَنِ، ذا فصاحة وعلم وبصر بأعباء الخلافة، وله نظر جيد في الأدب والفقه، قد وَخَطَهُ الشَّيبُ.

قيل انه كان يصلي في خلافته في كل يوم مائة ركعة إلى أن مات، ويتصدق بألف. وكان يحب العلماء، ويعظم حرمات الدين، ويبغض الجدال والكلام. ويبكي على نفسه ولهوه وذنوبه، لا سيما إذا وعظ ؛ وعظه الفضيل مرة حتى شهق في بكائه.

قال عبدالرزاق: كنت مع الفضيل بمكة، فمر هارون فقال الفضيل: الناس يكرهون هذا، وما في الأرض أعز علي منه، لو مات لرأيت أمورًا عظامًا.

يحيى بن أبي طالب: حدثنا عمار بن ليث الواسطي: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ما من نفس تموت أشد عليَّ موتًا من أمير المؤمنين هارون، ولوددتُ أن الله زاد من عمري في عمره. قال: فكبُر ذلك علينا، فلما مات هارون وظهرت الفتن وكان من المأمون ما حمل الناس على خلق القرآن، قلنا: الشيخ كان أعلم بما تكلم.

قال الجاحظ: اجتمع للرشيد ما لم يجتمع لغيره، وزراؤه البرامكة، وقاضيه القاضي أبو يوسف، وشاعره مروان بن أبي حفصة، ونديمه العباس بن محمد عم والده، وحاجبه الفضل بن الربيع أَتْيَهُ النَّاسِ، ومغنيه إبراهيم الموصلي، وزوجته زُبَيْدَة.

حج غير مرة، وله فتوحات ومواقف مشهودة، ومنها فتح مدينة هرقلة (هي مدينة ببلاد الروم سميت بـ: هرقلة بنت الروم. وكان الرشيد غزاها بنفسه، ثم افتتحها عنوة بعد حصار وحرب شديد ورمى بالنار والنفط حتى غلب أهلها)

توفي - رحمه الله - في ثالث جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة.


منقول بتصرف من ترجمة الامام الذهبي لهارون الرشيد رحمه الله